
سجلت عائدات قناة السويس بالدولار انخفاضًا بنسبة 40% منذ بداية العام الجاري، مقارنة بعام 2023، بسبب الهجمات على سفن الشحن البحري التي أدت لتحويل مسار إبحارها بعيداً من هذا الممر، حسبما قال رئيس هيئة القناة الفريق "أسامة ربيع".
ومساء يوم أمسٍ الجمعة، قال "ربيع" لوكالة "رويترز"، إنّ حركة المرور في القناة تمضي كالمعتاد في الاتجاهين، ولا صحة لما تردد عن توقف الملاحة بسبب التطورات في البحر الأحمر.
في المقابل، فقد كان "ربيع" قد قال لبرنامج تلفزيوني في ساعة متأخرة من ليل الخميس، إن حركة عبور السفن تراجعت 30% في الفترة من الأول من يناير إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.
وأوضح أنّ عدد السفن العابرة لقناة السويس انخفض إلى 544 سفينة حتى الآن هذا العام، مقابل 777 سفينة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وذكر "ربيع" أن السفن المضطرة لاستكمال رحلاتها على وجه السرعة هي فقط التي حولت مسارها حول رأس الرجاء الصالح، وأن السفن الأخرى تنتظر استقرار الوضع.
وقال إنّ "جزءاً كبيراً من البضاعة ستعود مرة أخرى بعد انتهاء الموضوع"، معرباً عن اعتقاده أنّ "من يعبر من رأس الرجاء الصالح هو الضروري مثل شحنات يجب أن تصل في ميعادها.. رأس الرجاء الصالح ليس الطريق المناسب للسفن، خاصة في هذه الأجواء والشتاء".
ويوم الأربعاء، نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية نتائج بحث أجرته شركة "كلاركسونز" لخدمات الشحن ومقرها لندن، وأظهر انخفاض عدد سفن الحاويات العابرة للبحر الأحمر، في طريقها من أو إلى قناة السويس بنسبة 90% في الأسبوع الأول من يناير مقارنة بالأسبوع المماثل من عام 2023.
وأفاد البحث بأنّ عدد سفن الحاويات التي تحولت من البحر الأحمر للسفر حول رأس الرجاء الصالح في 9 يناير كان أكثر من ضعف العدد الإجمالي حتى 21 ديسمبر/ كانون الأول.
وتُعرّض الهجمات للخطر الممّر الذي ينقل من خلاله ما يصل الى 12% من التجارة العالمية، ما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات حذّرت الحوثيين من عواقب لم تحدّدها ما لم يوقفوا هجماتهم في البحر الأحمر على الفور.
يذكر أن قناة السويس هي مصدر رئيسي للعملة الأجنبية التي تعاني مصر نقصاً فيها، وتسعى السلطات جاهدة منذ سنوات لتعزيز إيراداتها، بما في ذلك من خلال توسيع القناة في عام 2015. ويجرى حالياً تنفيذ المزيد من عمليات التوسيع.
ويهاجم الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر منذ أسابيع بمزاعم قيامهم بالرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وتحوّل العديد من شركات الشحن التجارية سفنها إلى ممرات بحرية بديلة بتكاليف أعلى. وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي إطلاق مهمة دولية جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر لردع الهجمات.