مصريون يتوجهون إلى الفضة كبديل منطقي بعد جنون أسعار الذهب

11/02/2024

مع الصعوبة الشديدة في تأمين النقد الأجنبي في مصر، والتراجع الكبير في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في السوق السوداء، اتجه الناس لشراء المعادن الثمينة بقوة في محاولة لحفظ قيمة مدخراتهم.

وبسبب التقلبات في سوق العملة الموازية، وحالة الفوضى في تجارة الذهب، اتجه البعض إلى اللجوء للفضة كوسيلة لحفظ قيمة مدخراتهم.

على سبيل المثال، من المعروف أن المرأة المصرية تحصل عادة على هدية قيمة من المشغولات الذهبية أو ما يعرف باسم "الشبكة" عند خطوبتها، لكن نظرا لزيادة الطلب على المعدن النفيس نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف العملة فقد يحصل البعض منهن الآن على الفضة وليس الذهب.

وبحسب التقرير السنوي لمجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب على العملات والسبائك الذهبية في مصر 57.8 بالمئة بين 2022 و2023.

كما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 قيراطا 122.7 بالمئة إلى 3875 جنيها (126 دولارا) في العام المنتهي في 30 يناير، وفقا للاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.

وجهة نظر المصريين لفكرة الادخار بالذهب:

قامت وكالة إعلام عربية شهيرة، باستطلاعٍ سريع رصدت فيه آراء بعض المصريين حول الأمر، إذ قالت "نانسي مصطفى" وهي ربة منزل بدأت في تحويل مدخراتها من العملة المحلية إلى الذهب منذ عامين إنها تفضل الادخار في الذهب لسهولة تداوله، وأوضحت: "ممكن أبيعه في أي وقت ومتاح أقدر اشتريه مش زي الدولار فسهل عليا احفظ قيمة فلوسي".

ويرى "إيهاب واصف" رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية أن أسعار الذهب الحالية "غير عادلة"، وأن شراء المعدن الأصفر خلال هذه الفترة المضطربة "غير منطقي".

وقال إن اندفاع الناس لاقتناء الذهب مؤخرا سببه "توجهات صفحات التواصل الاجتماعي اللي بتقول "اشتروا دهب، الدهب بيزيد" والناس رايحة ورا كلام السوشيال ميديا".

وقالت مصادر أمنية إنه تم إلقاء القبض على عشرات من تجار الذهب بتهمة التلاعب بالسوق، مما دفع بعض التجار الآخرين إلى التوقف عن البيع.

التوجه إلى الفضة يزداد:

تعد المشغولات الذهبية خيارا تقليديا للهدايا في مناسبات مثل الزواج أو ميلاد طفل جديد، لكن "إيمان محمود"، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 51 عاما، قالت إنها اضطرت إلى اختيار الفضة.

وتقول "إيمان": "حلق صغير عيار 18 وزنه أقل من جرام سعره أكثر من 3000 جنيه. طبعا مش هقدر اشتري هدية بالمبلغ ده فا اشتريت سلسلة فضة بحوالي 1900 جنيه".

وأوضح "وصفي أمين" مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، أن هناك إقبالا متزايدا على سبائك الفضة والمشغولات الفضية، رغم اعتبار البعض أنها "من الدرجة الثانية".

وقال "هاني واصف"، تاجر الفضة المعروف في منطقة خان أبو تكية بالقاهرة القديمة، إن زبائنه عادة من أصحاب الدخل المحدود الذين يريدون الحفاظ على قيمة أموالهم ولا يستطيعون شراء الذهب.

وذكر بائع في أحد محلات الفضة بالقاهرة، أن بعض المتزوجين الجدد يشترون شبكة الزواج من الفضة، بدلا من الذهب المعتاد مضيفا أن "الفضة بقت هي الذهب".

وزاد سعر جرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيها بحسب تجار تحدثوا إلى رويترز.

شارك رأيك بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *