اضطرابات البحر الأحمر… مشكلة عالمية لكن لمصر منها نصيب الضرر الأكبر

21/02/2024

تواجه خطوط شحن الحاويات العالمية صعوبات في التكيف مع الموانئ المزدحمة ونقص السفن مع استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر للشهر الثالث. ولنفس السبب، أعلن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تراوح بين 40 و50%.

وقال "السيسي" إن "الممر الملاحي الذي كان يدرّ 10 مليارات دولار سنويا تقريباً، تراجع بنسبة من 40 إلى 50%" منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى تأثر الاقتصاد المصري أولاً بـ"أزمة كورونا ثم الأزمة الروسية الأوكرانية، والآن ما يحدث على حدودنا مع ليبيا والسودان وقطاع غزة".

وكان رئيس هيئة قناة السويس الفريق "أسامة ربيع" أعلن في مداخلة هاتفية مطلع الشهر الجاري مع إحدى الفضائيات المصرية أن إيرادات الممر الملاحي الدولي تراجعت من 804 ملايين دولار سجلت في يناير/كانون الثاني العام الماضي، إلى 428 مليون دولار خلال الشهر نفسه هذا العام، بعجز نسبته 46%، عازياً ذلك إلى أزمة الملاحة في البحر الأحمر.

وأشار إلى أن عدد السفن التي عبرت القناة انخفض إلى 1362 سفينة في يناير، مقابل 2155 سفينة في الشهر نفسه من العام الماضي.

ويهاجم الحوثيون حركة الملاحة البحرية منذ نوفمبر/تشرين الثاني، مؤكدين أن الهدف هو نصرة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

وتقود الولايات المتحدة ائتلافاً بحرياً في المنطقة ونفّذت إلى جانب بريطانيا، ضربات ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وتزامنًا مع تعرّض سفينتين أميركية وبريطانية لهجومين جديدين في منطقة البحر الأحمر خلال أقلّ من 24 ساعة، أطلق الاتحاد الأوروبي الاثنين رسمياً مهمّة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي.

وتشكّل عائدات القناة أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، اضافة الى تحويلات المصريين العاملين في الخارج والصادرات والسياحة.

وعلى الصعيد الدولي، قال "جيريمي نيكسون" الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن نتوورك إكسبريس" اليابانية لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس الثلاثاء، إن العديد من خطوط الشحن تواجه مشكلات في الجدولة.

وقال "نيكسون" إن هذا يعني أن السفن تصل بتكرار إلى الموانئ في الأيام التي لم يكن فيها جدول زمني محدد، مضيفاً: "يعاني الجميع عدم وضوح الجدول الزمني، فنواجه صراعات على الرسو في عدد من الموانئ".

وأضاف أن تحويل مسار السفن نحو رأس الرجاء الصالح ما بين 10 أيام إلى أسبوعين لكل رحلة بين آسيا وشمال أوروبا، عقّد إلى حد كبير مهمة خدمة بعض أجزاء العالم. وقال إنه كان هناك أيضاً ضغط إضافي على الموانئ "المحورية" الرئيسية.

وأوضح أن "ما نراه هو زيادة الأحجام في الموانئ المحورية في آسيا والموانئ المحورية في البحر الأبيض المتوسط"، مشيراً إلى سنغافورة ودبي والموانئ المحيطة بمضيق جبل طارق، باعتبارها شهدت زيادات حادة.

ومع ذلك، قلل من أهمية التلميحات إلى أن الصناعة تعاني مشكلة الطاقة الفائضة، مضيفاً أن خطه الذي يشغل سادس أكبر أسطول من سفن الحاويات في العالم، لديه عدد قليل جداً من السفن للحفاظ على خدماته الأسبوعية العادية.

وكان "فينسنت كليرك" الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك" الدنماركية المشغلة لثاني أكبر أسطول لسفن الحاويات في العالم، قد حذر مؤخراً من أن الطاقة الفائضة في الصناعة من شأنها أن تضع أرباح الشركة "تحت الضغط".

ومن المتوقع أن تنمو سعة الأسطول العالمي بنحو 8% في عام 2024، وهو أسرع من نمو الطلب المتوقع البالغ نحو 3%. وتعمل السعة الزائدة على خفض الأسعار التي يمكن أن تفرضها الخطوط على العملاء.

شارك رأيك بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *