سوق الأضاحي في مصر... ركود يخيم وكيلو الضأن الحي يبدأ من 200 جنيه

06/06/2024

مع اقتراب عيد الأضحى تشهد سوق الأضاحي في مصر ركوداً بحركة البيع والشراء، بأهم منافذ البيع بمحافظات الشرقية والبحيرة والقليوبية والجيزة والمنيا وأسوان.

ذلك بينما يحمّل رئيس شعبة القصابين (الجزارين) بالغرفة التجارية في الجيزة "سعيد زغلول"، الحكومة مسؤولية الغلاء الفاحش الذي أصاب الأسواق خلال الأشهر الماضية، مؤكداً أنها تدفع بزيادة أسعار الخبز والكهرباء والوقود، وتلاحق المنتجين بضرائب باهظة وتحمّل أصحاب الأعمال ما لا يطيقون، بما يلجئهم إلى زيادة أسعار السلع والمنتجات.

نظرة إلى أسواق الأضاحي في مصر:

تبدأ أسعار أضاحي الضأن من 200 إلى 220 جنيهاً للكيلوغرام القائم الحي، أما البقري والجاموسي فمن 165 إلى 185 جنيهاً. وتباع لحوم الضأن بعد ذبحها من 460 إلى 500 جنيه للكيلوغرام، والجاموسي من 400 إلى 450 جنيهاً، والجملي 350 جنيهاً (الدولار نحو 47 جنيهاً).

ويدفع الركود تاجر المواشي بالجيزة "محمد الواعر" إلى تخفيض عدد المعروض لديه من أغنام وأبقار، ولجوئه إلى تجميع مقدمات مالية لحجز الأضاحي، خشية تراجع المشترين عن قراراتهم باللحظات الأخيرة، فيصعب تسويق ما يتركونه مع اقتراب موسم الأضاحي.

ويعزو "الواعر" زيادة الأسعار إلى غلاء أعلاف التسمين والتغذية للمواشي، والأدوية وتكلفة العمالة، والنقل، حيث تربى الماشية بكميات تجارية في الأرياف والمزارع البعيد عن الكتل السكنية حول المحافظات. 

وقد تسبب الغلاء في خروج كثير من صغار المربين للماشية في بيوتهم أو الحظائر الصغيرة التي تتسع لنحو 10 – 20 رأس ماشية من سوق التربية.

هذا ويمثل صغار المربين قوة كبيرة في سوق العرض للأضاحي رخيصة التكلفة سهلة التسويق داخل القرى والمدن الصغيرة. وواجه "الواعر وأمثاله من التجار مشكلة في تجميع الأضاحي من صغار المربين، حيث يتطلب التعاقد الدفع الفوري للمشتريات، وتوفير وسيلة نقل، مرتفعة التكلفة، للتجول بأكبر عدد من القرى ومنافذ تجميع الأضاحي.

بينما يفضل كبار المنتجين تسويق الأضاحي على المراكز التجارية وكبار موزعي اللحوم، بما يعطي الأولوية لبيع اللحوم الحية، وتسويقها للمواطنين في الشوادر التي تقام بالميادين العامة بالمدن وعواصم المحافظات.

واجه المنتجون ارتفاعاً في قيمة الواردات من سلالات مواشي التربية التي تأتي عادة من هولندا وإسبانيا، بسبب تراجع الجنيه أمام الدولار والعملات الصعبة بنحو 40% منذ مارس/ آذار الماضي، بينما تأثر الموردون طوال العام بعدم قدرتهم على تدبير العملة الصعبة لشراء المواشي ومستلزمات الإنتاج، بما دفع أغلبهم إلى تقليص حجم الأعمال، وقصر التشغيل على ما لديهم من مخزون من السنوات السابقة، وقليل من حصص الاستيراد الجديدة. 

ويبالغ البائعون في سعر الأضاحي من الماعز والخرفان، حيث بلغت الزيادة نحو 40% عن الموسم الماضي، بينما ارتفعت بنسبة 15% للبقر والجاموس.

ويتوقع نائب رئيس شعبة الجزارة بالغرفة التجارية، "هيثم عبد الباسط"، استمرار صعود أسعار اللحوم الحية والمستوردة خلال الفترة المقبلة، لوجود مستويات عالية من التضخم بأسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، والنقل والمحروقات والكهرباء، وزيادة الأسعار عالمياً.

ويشير عبد الباسط لصحيفة "العربي الجديد" إلى أن حالة اضطراب الشحن الدولي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة لم تمكن تجار المواشي من شراء احتياجاتهم من الأسواق العالمية، بما دفعهم إلى الاعتماد على السوق المحلي المحدود، في تدبير الأضاحي.

بينما يؤكد أعضاء الشعبة أنه بانتهاء عيد الأضحى سيزيد حجم العجز في المعروض من الماشية واللحوم، بما يهدد الأسواق بموجة جديدة من الغلاء، وتهديد المربين بعدم القدرة على تدبير أمهات محلية قادرة على توفير احتياجات السوق لعام 2025، مطالبين بأن تساهم الحكومة في تشجيع صغار المربين على تدبير الاعلاف، وتسهيل دخول مستلزمات الإنتاج لكبار المنتجين، والتوسع في مساحات زراعة الأعلاف محلياً.

شارك رأيك بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *