غياب الكهرباء في مصر يخلق تجارة جديدة... الأسعار باهظة وصاحب الحاجة أرعن 

13/11/2023

تشهد سوق بيع المولدات والشواحن الكهربائية مؤخرًا في مصر انتعاشًا لافتًا، وتُقبل غالبية الأسر المصرية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على شرائها بسبب نكث الحكومة لوعودها السابقة، وتردي وضع الكهرباء لدرجة تكرار الانقطاع عدة مرات خلال اليوم الواحد. 

وسبق أن أكد رئيس مجلس الوزراء المصري "مصطفى مدبولي" استمرار "تخفيف أحمال الكهرباء"، وزيادة فترة انقطاع الكهرباء عن المنازل والمحال التجارية في 24 محافظة من أصل 27، من ساعة واحدة يومياً إلى ساعتين. 

وبينما تتصاعد شكاوى المواطنين وأصحاب المحلات التجارية والمستشفيات وشركات القطاع الخاص، من الآثار السلبية للظلام الذي يخيم على حياتهم اليومية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، تتصدر إعلانات بيع مولدات الكهرباء والشواحن مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في التسويق والتجارة الإلكترونية بعدما أصبحت تجارة رائجة. 

أسعار الكشافات الكهربائية والمولدات في مصر: 

في أسواق الأجهزة الكهربائية في الإسكندرية، أكد عدد من التجار والمواطنين ارتفاع أسعار الكشافات الكهربائية التي تعمل بالشحن منذ بداية الأزمة بنسبة تخطت 60% تقريبا. 

وأكد المهندس "بهاء الدين تهامي"، وهو مدير شركة متخصصة في بيع مولدات الكهرباء في منطقة العطارين وسط الإسكندرية، للصحيفة، أنّ أسعار المولدات الكهربائية تختلف حسب قدرة كل مولد ونوعية الشركة المصنعة له، بجانب نوع الوقود المستخدم في المولد. 

وأوضح أنّ أسعارها في الفترة الأخيرة لحقت بركب ارتفاع الأسعار في غالبية السلع والخدمات. وزادت أسعار المولد الكهربائي؛ 3 كيلو واط الصيني المنشأ من 1700 جنيه إلى 2850 جنيهاً، بينما زاد سعر ماركة أخرى من 2000 جنيه إلى 3600 جنيه. 

وأكد أنه "رغم أنّ الكثير من الشقق السكنية غير مؤهلة لاستخدام المولد الكهربائي، لكن في الفترة الأخيرة حرص أصحاب الشقق على اقتنائها تحسباً لأي طارئ، إلى جانب المنشآت الخاصة والمحلات والوحدات التجارية بعد أزمة الانقطاع في الكهرباء"، مؤكداً أنّ بعض المولدات زادت أسعارها من 30 ألفاً إلى 60 ألف جنيه وهي المطلوبة للفيلات والبنايات والعمارات الكبيرة. 

واتفق معه "حازم عبد المنعم"، وهو محاسب في شركة مقاولات قائلاً: "لم أجد مولداً كهربائياً لمنزلي بسعر متوسط يتناسب مع إمكانياتي المادية بعد أن تضاعفت أسعارها بنسب تصل إلى 100% نتيجة استغلال بعض التجار الإقبال المتزايد من المواطنين وقلة الكميات الموجودة"، مؤكداً أنه "بعد بحث مكثف اضطررت للشراء خوفاً من ارتفاع الأسعار مرة أخرى". 

أما صاحب أحد محلات بيع الملابس الجاهزة بوسط الإسكندرية، فقال إنه اضطر إلى شراء مولد كهربائي يعمل بالسولار بعدما تعرض لخسائر فادحة نتيجة استمرار مشكلة انقطاع الكهرباء، والتي تؤثر على نشاطه التجاري، وتتسبب في عزوف الكثير من الزبائن عن الشراء خلال أوقات الانقطاع. 

سبب ارتفاع أسعار المولدات في مصر: 

أرجع "خالد عبد المطلب"، وهو بائع الأجهزة الكهربائية بمنطقة المنشية وسط المدينة، السبب في الارتفاع الكبير للأسعار، إلى زيادة الطلب وقلة العرض من جهة، وارتفاع سعر الصرف من جهة أخرى. 

وأضاف في حديثه لـصحيفة "العربي الجديد"، أنه، منذ تصاعد أزمة انقطاع الكهرباء، ارتفعت نسب مبيعات الكشافات الكهربائية بما لا يقل عن 100% مقارنة بنفس الفترات السابقة من العام الماضي، بعد أن زاد إقبال المواطنين عليها لاستخدامها في المنازل، فيما لجأ أصحاب المحلات التجارية والشركات لشراء المولدات التي يمكنها العمل لساعات طويلة بحسب سعة ونوع خزان الوقود. 

أما رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة القاهرة التجارية "أشرف هلال"، أكد أنّ السوق تحكمه آليات العرض والطلب بصورة كبيرة، ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي زاد الإقبال على شراء المولدات والأجهزة التي تعمل بالشحن وشهدت زيادة في أسعارها مع زيادة الطلب بنسبة 40%. 

وعن أسباب اختلاف سعر منتج محدد من محل إلى آخر، قال إنّ الأسباب الحقيقية للزيادة تعود إلى المُصنع والمستورد بسبب عوائق، أهمها ارتفاع سعر الدولار، والتأخير في الإفراج عن مستلزمات الإنتاج والبضائع، وزيادة أسعار الشحن البحري والتأمين البحري. 

وأوضح رئيس الشعبة أن هناك كشافات الكهرباء، وهي تعمل بالشحن، وقد تؤدي الغرض نسبياً في ظل ارتفاع الأسعار، لكن في حال التزاحم على شراء تلك الكشافات فإن الإنتاج لن يكفي، خاصة أن هناك مصنعين فقط في مصر ينتجان تلك الكشافات. 

كما تقدمت النائبة "أمل سلامة"، عضوة مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية لدى التجار، وقالت إن الأسعار مرتفعة بشدة وغير موجودة على الفاتورة الرسمية للمنتج، نتيجة جشع بعض التجار. 

شارك رأيك بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *